هل تخاف التغيير

  

 لماذا الخوف ؟

إننا بحاجة إلى أن نتوقف لفترة من الزمن ونعيد النظر في مسار حياتنا ، هل نحن نحقق تقدما ايجابيا ؟ هل نحن نسير نحو النجاح أم أننا ما نزال غارقين في مستنقع يمنعنا من أن نخطو للأمام، يجب أن نتأكد على الأقل أننا  لسنا نغرق في أوحال هذا المستنقع ، وإن كنا كذلك فلا بد إذا من المسارعة إلى إيجاد حل للخروج وبسرعة ، ومهما كانت الأوضاع فلا يفوت الأوان أبدا للحصول على التغيير المرغوب .
إذا نحن بحاجة إلى التغيير ، للوهلة الأولى قد تبدو هذه الكلمة مخيفة ، التغيير ، ولكنها في الحقيقة ليست أكثر إخافة من كلمة غرق فأيهما تفضل ؟ بالطبع الإنسان العاقل قد يفضل التغيير فعلى الأقل هذا الخيار سيكون متعبا وصعبا ولكن مهما بلغة صعوبته لن يتسبب لنا بأي أذى، أما المعنى الوحيد للغرق فهو الموت ،لا نقصد هنا الموت الحقيقي ولكننا نقصد موتا من نوع آخر وهو الموت الروحي ' الفشل' ، وما ينتج عن ذلك من آثار سيئة .
متى نبدأ التغيير :
التغيير لن يأتيك بأي حال من الأحوال ، أنت من ستذهب للتغيير ،هذا إذا كان لديك فعلا رغبة جامحة وملحة لإحداث فرق في حياتك إذا أردت أن تكون ناجحا فاحزم أمتعتك وسافر نحو النجاح ، قد تسأل نفسك الآن ما هو الوقت المناسب لبدأ الرحلة ؟أقول لك لا يوجد وقت أفضل من الآن ، نعم الآن وأنت تقرا هذه السطور عليك أن تقرر فعلا أنك تقراها لأنك قد بدأت تحاول تغيير نفسك .
الخطأ الكبير الذي يقع فيه معظم الناس هو الانتظار ليحين الوقت المناسب، لتتحسن الظروف ، أو لقدوم مناسبة ما أو شخص ما.
 والشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه "جدد حياتك"يقول  : " كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة ، كتحسن في حالته أو تحول في مكانته ....وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة المرموقة قد يجيء مع هذا الموعد فينشطه بعد خمول ويمنيه بعد إياس . وهذا وهم ، فإن تجدد الحيات ينبع قبل كل شيء من داخل النفس ''  
نعم التغيير يجب أن يبدأ من الداخل أولا ثم يتجه نحو الخارج والعكس غير صحيح أبدا '' إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم '' وعليه فإن أردنا فعلا أن نحدث تغييرا إيجابيا في حياتنا لا يجب أبدا أن ننتظر الجو الملائم لذلك ،فالشخص القوي والايجابي يمكنه الانطلاق نحو النجاح برغم المصاعب والشدائد وأن يجعل الظروف السيئة المحيطة به دافعا له للخلاص من مستنقع الفشل ولا يجعلها عوائق تمنعه من التقدم، فعلينا أن نسعى لتحويل الظروف لصالحنا .
فلن يمنعنا أي شيء من التقدم سوى أنفسنا ،فهي أول العوائق التي تحول دون الحصول على ما نحب  ، وعن هذا يمكننا أن نضرب مثلا عن مدير الشركة ذاك الذي جاء ذكره في كتاب العادات السبع للناس الأكثر فاعليه لصاحبه ستيفن كوفي، يقول أنه في يوم من الأيام أخبر مدير إحدى الشركات موظفيه بأن يوم غد هو يوم جنازة الشخص الذي كان يمنع الموظفين من التقدم والنجاح في عملهم ، وفي اليوم التالي أحضر المدير تابوتا ووضعه في مكتبه، ووضع بداخله مرآة وطلب من الجميع أن يدخلوا واحدا تلوى الآخر ليودعوا الميت، وعندما كان يفتح كل موظف التابوت كان يرى نفسه في المرآة، فيقول له المدير أن الشخص الذي تراه في المرآة هو الذي كان يعيق تقدمك ونجاحك في عملك .
لماذا نخاف التغيير ؟ 
     براين تريسي : ''أخرج من دائرة الأمان في حياتك فأنـــت ستتطور وتتقدم إذا رغبت
                في تقبل الشعور بعدم الراحة والقلق المصاحبين لتــــــجربة شيء جديد ''
      التكاسل عن طلب النجاح ، ولوم الظروف والحالة المادية لن تجر إلا الخيبة بعد الخيبة ولن تفيد بشيء ، كما أن الخوف من خوض غمار التجارب الجديدة والاكتفاء بالبقاء في منطقة الأمان لن يجر علينا أي نفع ولن يحقق لنا مكاسب جديدة، بل بالعكس قد يدفعنا نحو الانحطاط والتدهور، إذا علينا أن لا نخاف التغيير .
إذا أردنا الوصول إلى نتائج إيجابية علينا أن نتقبل الصعوبات التي سنمر بها ونواجهها بكل عزم وإرادة ، لابد أن نقبل التضحية بشيء من الطمأنينة وراحة البال التي نعيشها ، ولنضع في الحسبان أن هذه مجرد مرحلة مهما طالت فسوف تنتهي بالتأكيد وسوف تكون المحصلة بلوغ النجاح المنشود.
 في كتاب 'استمتع بحياتك '' للدكتور العريفي قرأنا : " لماذا ينظر أحدنا إلى نفسه نظرة دونية ؟ لماذا يلحظ ببصره إلى الواقفين في قمة الجبل ويرى نفسه أقل من أن يصل إلى القمة كما وصلوا " .
علينا أن لا نكتفي بالنظر إلى هؤلاء الذي أبدعوا وتفوقوا وبلغوا القمة ، بل علينا أن نبدأ من الآن في السعي نحوا النجاح والتسلق نحوا القمة حتى لو كنا لا نملك حبالا و عدة التسلق يكفي أننا نملك أيدينا وأرجلنا ، فهي خير ونعمة كبيرة من الله يمكننا بها فقط بلوغ القمة ، قد يكون الأمر  مضنيا وشاقا بدون العدة ولكنه ليس مستحيلا ولا حكرا على من يملكونها، وفي كتاب استمتع بحياتك يقول أيضا : " كلنا قد نقول يوما من الأيام أننا عرفنا فلانا وزاملنا فلانا وجالسنا فلانا . وليس هذا هو الفخر بل الفخر أن تشمخ فوق القمة كما شمخ " .
ليس علينا دائما الاكتفاء بطرقنا القديمة بل علينا أن نتحلى بالشجاعة لكي نجرب طرق أخرى  قد تكون أسهل أو ربما أصعب ولكن إذا فقدنا الشجاعة لخوض التجارب الجديدة لا يمكننا أن نحدث أي فرق ، إذا جربت عمل نفس الشي بنفس الطريقة سوف تحصل على نفس النتيجة مهما كررت المحاولة  ، ولكن إذا حاولت استعمال طرق مختلفة قد تصل إلى نتيجة مختلفة ، يقول آلبرت أين شتاين ''الجنون هو أن تفعل الشيء ذاته مرات بعد مرات وتتوقع نتيجة مختلفة '' كل ما هو مطلوب منك هنا هو التحلي بالشجاعة ، نعم نحن نخاف من التغيير لقد تعودنا على نظام حياتنا القديم وأصبح آمنا بالنسبة لنا ، ولكننا في مرحلة من المراحل قد نجد أنه لم يعد يفي بمتطلباتنا ، أو لم يعد صالحا لهذه المرحلة من حياتنا ، عند هذه النقطة قد يحاول الأشخاص الناجحون إحداث تغييرات في نظام حياتهم ، بينما يفضل البعض الآخر الاستمرار على النظام القديم ، إما بسبب تكاسلهم أو خوفهم من الدخول في تجربة التغيير .
تقول الكاتبة والصحفية الأمريكية جاين ألدرشو في كتابها لكل مزاج علاج
 '' نحن نجازف عندما نشعر بالأمان ، أما عندما نكون تحت الضغط فإننا ننكفئ لنعود إلى طرقنا القديمة في التصرف '' .
اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2014 أفكاري