قد يبدوا العنوان صادما لكنها الحقيقة ، لقد صعقت والدة
بنجامين كارسون عندما تم إخبارها أن ابنها هو أغبى تلميذ في القسم ، لكنها لم تترك
الأمر يمر مرور الكرام ، بل حاولت اتخاذ قرارات ايجابية لصالح ابنها ، فأمرته بأن
يستعير كتابين أسبوعيا من مكتبة الحي ويقوم بقراءتهما جيدا ثم يكتب لوالدته تقريرا
عما قرأه في الكتابين خلال الاسبوع .
وبالفعل بدأ بن بقرأت كتابين أسبوعيا ، وكتابة تقارير
حول ما يقرأ لوالدته ، وذلك لم يكن حبا في القرأة بداية الأمر بل إنه كان يفعل ذلك
لكي يستطيع الحصول على مصروفه اليومي من أمه ، وكي تسمح له بالعب لبعض الوقت مع
أصدقائه ، ومشاهدة التلفزيون .
استمر بن على هذه الوتيرة لفترة من الزمن ، يقرأ كتبا في مختلف المجالات كل اسبوع ، وذات
يوم دخل المدرس إلى الفصل وفي يده حجر ،
وسأل التلاميذ : ما نوع هذا الحجر ؟
لم يجب أحد ، لكن بن كان يعرف الإجابة لأنه قرأ الكثير من
الكتب عن الجيولوجيا والصخور والبراكين وغيرها وقدم عنها تقارير لوالدته ، إلا أنه لم
يرفع يديه ليجيب عن السؤال فورا ، لأنه لم يفعل ذلك من قبل فقط زملائه من المتفوقين
هم من كانوا يفعلون ، اما هذه المرة فالسؤال كان صعبا ، ولم يستطع احد الاجابه .
عندما تيقن بن أن لا احد سوف يجيب عن السؤال رفع يديه
بخجل ، فراح زملائه يضحكون ويتغامزون ، كيف لهذا البليد أن يجيب عن سؤال لم يستطع
عباقرة الفصل أن يجدوا له جوابا .
قام بن ، وقال للمدرس هذا حجر بركاني ونوعه كذا ، وقد
تشكل بفعل كذا وكذا ، وراح يواصل حديثه بطريقة توحي بأنه على علم بكل تفاصيل
الاجابة التي يقدمها .
وهنا كانت نقطة التحول في حيات بن ، بعد أن أشار له
المدرس وسط ذهوله وذهول زملائه ، بأن اجابته صحيحة وأكثر من وافية .
منذ تلك اللحظة تغيرت نظرة المدرسين لبن وأصبح زملائه
يلجؤون له للإجابة عن بعض تساؤلاتهم ، والأهم من ذلك أن نظرة بن لنفسه كشخص غير
ناجح تغيرت نهائيا ، حين علم كيف للقراءة ان تجلب له النجاح والاحترام من الاخرين
.
ومنذ ذلك اليوم أصبح بن يقرأ ويطالع لنفسه وبنفسه ولم
يصبح بحاجة لأدارة شؤونه من طرف والدته .
منذ ذلك اليوم انكب بنجامين على الدراسة بجد ، والاهتمام بالكتب والمقررات
المدرسية أكثر .
وفي غضون فترة وجيزة اصبح بن من المتفوقين ، وانتهى به
الحال طبيباً وجراحاً مشهوراً وكاتباً ومحاضراً لامعاً.
كان بن اول من
قام بفصل توأم سيامي في العالم، وله عدة كتب في مجال الطب والتنمية البشرية ، كما
تم في سنة 2008 تصوير فلم يحكي قصة بنجامين كارسون كاعتراف صريح بعبقرية هذا الرجل
وتفوقه .
اضافة تعليق